الزّمن في الفلسفة والفن والشّعر

پوختە

جاء هذا البحث عن مفهوم الزّمن في النّص الشّعري، لبيان الدور الكبير الذي يؤديه الزّمن في حياة الإنسان من جوانب متعددة في الفلسفة و اللغة والفن والشّعر،  وهذا ما جعل من عنوان الدّراسة (الزّمن في الفلسفة والفن والشّعر)، و للزّمن أهمية كبيرة في النّصوص الشّعرية التي تقاس قيمتها الجمالية بمدى معالجتها لقضية الزّمن، و تهدف هذه الدّراسة إلى محاولة تسليط الضّوء على مفهوم الزّمن في الفلسفة والفن والشّعر، إذ يظهر بشكل واضح في هذه الدّراسة أنّ الزّمن يعدّ أداةً للغة، وأنّه من أكثر الظّواهر اللغوية تعقيداً وأكثرها استعصاءاً وانفلائاً من الحصر والتحديد، كما وأنّ الزّمن في الاصطلاح يتمحور حول الحقبة التي تمرّ على عمرالأشياء فتحدث فيها تغييراً،  في حين يتضح أنّ الزّمن في الفلسفة يعدّ قياساً لكمية رياضية، فهو ذلك الكيان الهلامي الإنسيابي الذي عرفه الإنسان من خلال توصيفات متعددة و متباينة،  أمّا الزّمن في الفن يشكل منالاً صعباً يمتنع عن الباحثين المحدثين، فبالنسبة للفنان يعدّ الزّمن ممارسة عملية وليس نظرية، أمّا الزّمن في الشّعر فهو المشغل الأساسي الذي يخلق مادة الشّعر، وأنّ علاقة الشّعر بالزّمن علاقة عميقة تصل إلى حد التّماهي الكامل بين مكنونات الشّاعر والعالم الخارجي، ومن خلال ما سبق نستنتج بأنّ لمفهوم الزّمن مكانة عميقة وعالية في الدّراسات الفلسفية والإنسانية منذ ظهور الدّراسات اللغوية، كما و يعدّ الزّمن من أهم الرّكائز التي أعتمد عليها الفلسفة، ولا حظنا أنّ العمل الذي ينبغي على الإنسان أن يقوم به بشكل حقيقي هو إعطاء قيمة كبيرة للزّمن مع العمل لإنتاج فن من الفنون.